مرت علي لحظات شعرت فيها أنني لا أملك من أمري شيئًا، وأن الحبال التي كنت أتشبث بها انقطعت واحدة تلو الأخرى، فلم أجد أمامي إلا بابًا واحدًا لا يُغلق أبدًا، باب الله وهناك، في لحظة انكسار، تمتم لساني بقول سيدنا موسى: “وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد” لم أكن أرددها فقط، بل كنت أعيشها بكل جوارحي، ومن هنا بدأت تجربتي مع دعاء (وأفوض أمري إلى الله) هذا الدعاء العظيم، الذي لم يخذلني يومًا.

أسرار _وأفوض أمري إلى الله_ لقضاء الحوائج

تجربتي مع دعاء (وأفوض أمري إلى الله)

كنت أمر بظرف صعب جعلني أشعر بالعجز التام، لم أكن أملك حلًا، ولا أرى في الأفق مخرجًا ذات ليلة، وبينما كنت أقلب بصمت صفحات المصحف، وقعت عيناي على قول الله تعالى: “وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد” رددتها كثيرًا تلك الليلة، وفي اليوم الذي يليه، وكلما شعرت بالضيق.

لم يتغير الواقع سريعًا، لكن قلبي تغير بدأت أشعر بالطمأنينة، وكأن الله يهمس لي: “سأتولى أمرك” وبعد أيام، جاء الفرج بطريقة لم تخطر لي على بال ومنذ تلك اللحظة، تعلمت أن التفويض لله هو أعظم سُبل النجاة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع دعاء اللهم اني أبرأ من حولي وقوتي

أسرار “وأفوض أمري إلى الله” لقضاء الحوائج

لم يكن هذا الدعاء مجرد كلمات، بل مفتاحًا سريًا يفتح أبوابًا مغلقة في كل مرة استعصى علي أمر، أو شعرت بالحيرة، كنت ألجأ إلى هذا الدعاء، كنت أكرره بإيمان وصدق، وشيئًا فشيئًا، كانت الأمور تتيسر بطرق لم أتوقعها.

لاحظت أن التفويض لا يعني فقط الدعاء، بل تسليم القلب لله، والإيمان بأن ما يختاره الله لي هو الخير، ولو بدا عكس ذلك في البداية تفويض الأمر لله علّمني كيف أطمئن في الأوقات العصيبة، وكيف أترك القلق جانبًا، وأنا أعلم أن الله يتولى أمري.

وأفوض أمري إلى الله للزواج

إحدى أكثر التجارب التي لم أنسها كانت حين دعوت بهذا الدعاء بنية الزواج كنت أشعر بالقلق من المستقبل، وأتساءل إن كنت سأجد الشريك المناسب لكنني بعد تكرار الدعاء كل يوم، خصوصًا في السجود، وفي ساعات الفجر، بدأت ألاحظ تغيرات.

أناس يدخلون حياتي، وأحداث تتغير، حتى جاءني النصيب من حيث لم أحتسب، في شخص يحمل من الصفات ما كنت أدعو به تمامًا، علمت حينها أن الله حين يتولى، فهو يختار الأفضل، في الوقت الأنسب.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع دعاء اللهم ألف بين قلوبنا

سبب نزول آية “وَأُفَوِّضُ أمري إلى الله”

هذه الآية جاءت على لسان نبي الله موسى عليه السلام حين واجه مكر فرعون وقومه، وكان يعلم أنه لا ناصر له إلا الله.

قالها بكل صدق وثقة وهو يواجه الخطر، فكانت النتيجة أن نجّاه الله من كيدهم وأغرقهم، هذه القصة حين تأملتها، فهمت أن التفويض الحقيقي يأتي في اللحظة التي لا تملك فيها شيئًا سوى ثقتك بالله.

دعاء الوقاية من مكر الناس و”وأفوض أمري إلى الله”

في زمن كثرت فيه الفتن والقلوب المريضة، وجدت في هذا الدعاء ملاذًا من مكر الناس وأذاهم في مرة من المرات، أحسست أن هناك من يتعمد إيذائي بالقول والفعل، وكان قلبي مضطربًا.

لجأت إلى هذا الدعاء، أكرره بهدوء: “وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد” وما هي إلا أيام، حتى انكشفت الحقائق، وانقلب السحر على الساحر، ورفع الله عني الأذى، دون أن أبذل جهدًا أو أخوض مواجهة، أدركت وقتها أن الله بصير بالعباد فعلًا، وأن التفويض درع لا يُخترق.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع دعاء ربي اني مغلوب

الدعاء وأفوض أمري إلى الله ليس مجرد عبارة قرآنية، بل هو طريق حياة هو راحة للقلوب، وسكينة في العواصف، وجسر عبور نحو النجاة تعلمت أن التفويض لا يُغير فقط ما حولك، بل يغيرك أنت من الداخل، يمنحك السلام وسط الاضطراب، واليقين وسط الحيرة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *