ورد في أبيات الشعر العربي القديم والحديث مئات من أبيات الهجاء والذم ومنها قصيدة شتم الرجال وخيانة الأصدقاء، إذ يمثل الذم أحد الأغراض الشعرية شائعة الاستخدام عند العرب من مئات السنوات، والذي دائمًا ما يأتي لوصف السمات السلبية في الآخرين وذم طباعهم وخيانتهم، لذا نتطرق في السطور التالية لعرض أبرز ما جاء في الشعر العربي عن الهجاء للرجال.
قصيدة شتم الرجال
من قصيدة شتم الرجال وهجائهم للشاعر الجاهليّ أوس بن حجر ما يلي:
فَإِن يَأتِكُم مِنّي هِجاءٌ فَإِنَّما
حَباكُم بِهِ مِنّي جَميلُ اِبنُ أَرقَما
تَجَلَّلَ غَدراً حَرمَلاءَ وَأَقلَعَت
سَحائِبُهُ لَمّا رَأى أَهلَ مَلهَما
فَهَل لَكُمُ فيها إِلَيَّ فَإِنَّني
طَبيبٌ بِما أَعيا النِطاسِيَّ حِذيَما
فَأُخرِجَكُم مِن ثَوبِ شَمطاءَ عارِكٍ
مُشَهَّرَةٍ بَلَّت أَسافِلَهُ دَما
وَلَو كانَ جارٌ مِنكُمُ في عَشيرَتي
إِذاً لَرَأَوا لِلجارِ حَقّاً وَمَحرَما
وَلَو كانَ حَولي مِن تَميمٍ عِصابَةٌ
لَما كانَ مالي فيكُمُ مُتَقَسَّما
أَلا تَتَّقونَ اللَهَ إِذ تَعلِفونَها
رَضيخَ النَوى وَالعُضِّ حَولاً مُجَرَّما
وَأَعجَبَكُم فيها أَغَرُّ مُشَهَّرٌ
تِلادٌ إِذا نامَ الرَبيضُ تَغَمغَما
اقرأ أيضًا: قصيدة حرب جميلة
قصيدة هجاء صديق
من شعر عباس محمود العقاد في الهجاء للأصدقاء قصيدة شتم الرجال ما يلي:
يا عصبة اللؤم مهلًا بعضَ غيرتكم
فاللؤم لا ينقضي إن لم تُجِلُّوه
سيخلد اللؤم في الدهر اللئيم وإن
أذلَّه أهله — لؤمًا — وملُّوه
قصيدة مدح في رجل شهم
من أبيات قصيدة “مو كل من يمسك رسن الخيل خيال” للشاعر جهاد الوسمي:
مو كل من يمسك رسن الخيل خيّال
- ولا كل من سل سيف أصبح وليدة
المرجلة والطيب هي قول وأفعال
- تسلم يمين اللي علومه حميدة.
أتعب على النوماس ياطيّب الفَال.
- ما كل رجلٍ هي حياته رغيدة.
رجلٍ هنا والله على الراس ينشال.
- ومواقفه بالناس دايم فريدة.
ورجلٍ يجيك بخيل ويكدّس المال.
- ورجلٍ يمد المال من كف ايده.
ورجلٍ يدور الطيب في كل الأحوال.
- ورجلٍ يجيه الطيب وهو ما يريده.
ورجلٍ ينومس لابته بحلو الأعمال.
- ورجلٍ يفشّل ودك إنك تبيده.
ورجلٍ يعز الجار لو جار أو مال.
- ورجلٍ ينكّد عيشة الجار سيده.
ورجلٍ عزيز النفس ما يقبل إذلال.
- ورجلٍ ذليل وذل منهو يفيده.
اقرأ أيضًا: شعر مدح الصديق الكفو
قصيدة دق بالكلام
من قصائد أبو الشمقمق “وابطك قابض الارواح يرمي” في ذم الآخرين وقصيدة شتم الرجال ما يلي:
وإبطكَ قابضُ الأرواحِ يرمي
بسمِ الموتِ من تحتِ الثيابِ
شرابكَ في السرابِ إذاعطشنا
وَخُبْزُكَ عند مُنْقَطَعِ التُّرابِ
رأيتُ الخبزَعزَّ لديكَ حتى
حسبتُ الخبزَ في جوِّ السحابِ
ومارَوَّحْتَنَا لِتَذُبَّ عَنَّا
ولكنْ خفتَ مرزئة الذباب
قصيدة عن ترك الخوي
من قصائد الإمام عليّ بن أبي طالب عن ترك الأصدقاء:
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ
وَقَلَّ الصِدقُ وَاِنقَطَعَ الرَجاءُ
وأَسلَمَني الزَمانُ إِلى صَديقٍ
كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ لَهُ رَعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيتَ لَهُ بِحَقٍّ
وَلَكِن لا يُدومُ لَهُ وَفاءُ
أَخِلّاءٌ إِذا اِستَغنَيتُ عَنهُم
وَأَعداءٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ
يُديمونَ المَوَدَّةَ ما رَأوني
وَيَبقى الوُدُّ ما بَقِيَ اللِقاءُ
وَإِن غُنّيتُ عَن أَحَدٍ قَلاني
وَعاقَبَني بِما فيهِ اِكتِفاءُ
سَيُغنيني الَّذي أَغناهُ عَنّي
فَلا فَقرٌ يَدومُ وَلا ثَراءُ
قصيدة عن الخوي الخاين
من قصائد المتنبي عن خيانة الأصدقاء:
وكم من لئيم وَدّ أنِّي شَتَمْتُهُوإن كان شتمي فيه صابٌ وعَلْقَمُوَلَلكَفُّ عن شَتْم اللئيم تكرُّماًأَضَرُّ لهُ من شَتْمـــه حين يُشْتَمُ
اقرأ أيضًا: ابيات شعر زفاف
قصيدة رد على من سبك
من قصائد الشاعر حامد زيد “يا كثر ما رافقت خلان وأحباب”:
يا كثر ما رافقت خلان وأحباب
- وأكثر ما في شدتي هملوني
على كثر ما عدهم ستر وحجاب
- على كثر ما احتجتهم واتركوني
من صارت الخوة ثمن حفنة تراب
- نفس الوجيه إلي نصوني نسوني
من غير ذكر فروق وعروق وأنساب
- كانو ثلاثة والثلاثة جفوني
علمتهم وشلون الأهداف تنصاب
- ولما سواعدهم قوت صوبوني
عشاني أصغرهم عمر صارو أحزاب
- عشاني أصدقهم قصيد اظلموني
قصيدة في الخوي الردي
من القصائد عن الصديق السيئ عن أبي العتاهية ما يلي:
ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِق ولا
خيرَ في ودِّ الصديقِ المُماذِقِ
لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَ العَيشِ كلّهِ
أقرَّ لعيني من صديقٍ موافقِ
وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِ ودُّهُ
فإنّي بهِ، في وُدّهِ، غَيرُ وَاثِقِ
أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّ دينُهُ
وَأُفْرِشُهُ ما يَشتَهي مِنْ خَلائِقِ
وَأرْغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّ دَنِيّةٍ،
وأعلم أنّ اللّهَ، ما عِشتُ، رَازِقي
صَفيَّ، منَ الإخوانِ، كُلُّ مُوافِقٍ
صبورٍ على ما نابَهُ من بوائِقِ
وشر الأخلاء من لم يزل
يعاتب طورا وطورا يذم
يريك النصيحة عند اللقاء
ويبريك في السر بري القلم
قصيدة هجاء نبطية
من قصيدة شتم الرجال نبطية ما يلي:
خاب الرَّجا يا صاحبِي لامع الصيتْ
الصاحب اللي عند كل حاجة عَدَمتِه
جابتني الحاجة وجيتك على الْبَيْت
وأفشيت لك سرن بِنفسي لَزَمَتَه
أَبيّك تنقذ ظامري من التَنَاهِيِّت
الله يساعدني على إللي كِتمتْه
ووعدتني والظّاهر إنّك تَنَاسَيْت
أهملت وعدي يا الصَّديق وضَممتَه
عاملتني كنِّيّ خطايه السَلاحِيت
مُقبل تُرحب به ومقفي شَتمته
لكن قولُو له تراني تَرَاخَيْت
واللّيّ بنيته من صَدَاقه هَدَمتَه
وبهذا القدر من الحديث نكون قد وصلنا بكم إلى ختام مقالنا، والذي تطرقنا خلاله لعرض مجموعة من الأبيات الشعرية بغرض الهجاء أو الذم للأصدقاء، والتي تختلف ما بين القصائد الشعرية القديمة والحديثة، إذ يُعد الهجاء من الأغراض الشعرية التي تأتي لوصف الصفات الذميمة في الآخرين، وقد انتشر منذ القدم ولا يزال موجودًا في الفترة الزمنية الحالية.