أجمل ما جاء به الشعر العربي من القصائد الشعرية تمثل في قصيدة حرب ، فقد اشتهر العرب قديمًا بكثرة حروبهم كما اشتهروا بكثرة شعرائهم، لذا نسجوا إلينا تراثًا عميقًا من الأبيات الشعرية في وصف الحرب وقبيلة حرب التاريخية، والتي نرفق البعض منها على لسان أبرز الشعراء في السطور التالية:
قصيدة حرب
يُشار إلى قصيدة حرب بأبيات الشهر في وصف الحرب وأحداثها، ومما قالته الخنساء في شعر الحرب الأبيات التالية بـ قصيدة “ومن ظن ممن يلاقي الحروب”:
وَمَن ظَنَّ مِمَّن يُلاقي الحُروبَ
بِأَن لا يُصابَ فَقَد ظَنَّ عَجزا
نَعِفُّ وَنَعرِفُ حَقَّ القِرى
وَنَتَّخِذُ الحَمدَ ذُخراً وَكَنزا
وَنَلبَسُ في الحَربِ نَسجَ الحَديدِ
وَنَسحَبُ في السِلمِ خَزّاً وَقَزّا
اقرأ أيضًا: قصيدة عن القدس
آبيات شعر عن قبيلة حرب
مما قاله الشاعر (الرامي) أبو بدر الدهمي عن قبيلة حرب “قصيدة حرب” وهي الآتية:
من زاركم يا حرب ماضيع الدرب
ياهل الكرم والجود يا اهل الشجاعه
من ضامته دنياه يزبن على حرب
يكسب على ضيم القبائل مناعه
من لابة في ساعة الضيق والكرب
تفرح بهم والضيق يغدي وساعه
يتقافزوا فزعات من كل مرقب
شوق لها ما هي اوامر وطاعه
ولا الغاوي اتمرد على الحق وارعب
اذكر له الحربي ويرخي سماعه
يعودالى رشده بوجه مسحب
ويقيد خيوله ويربط سباعه
ماني مبالغ حرب هي قادة الحرب
تاريخهم للناس كاشف قناعه
شعر عن الهزيمة في الحرب
وكما جاء في قصيدة حرب فإن إليكم أبيات من شعر الهزيمة في الحرب لـ عنترة بن شداد
وها أنا في ساعة الطعانْ
ساعةَ أن تخاذل الكماةُ..
والرماةُ..
والفرسانْ
دُعيت للميدان!
أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن..
أنا الذي لا حولَ لي أو شأن..
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان أدعى إلى الموت..
ولم أدع إلى المجالَسة!!
تكلمي أيتها النبية المقدسة
وصف الحرب عند العرب
مما قاله عنتره بن شداد في وصف الحرب عند العرب الأبيات التالية:
هَلاَّ سَأَلْتِ الْخَيْلَ يَا ابْنَةَ مَالِكٍ
إِنْ كُنْتِ جَاهِلَةً بِمَا لَمْ تَعْلَمِي
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الْوَقِيعَةَ أَنَّنِي
أَغْشَى الْوَغَى، وَأَعِفُّ عِنْدَ الْمَغْنَمِ
وَلَقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى
إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الْفَمِ
فِي حَوْمَةِ الْمَوْتِ الَّتِي لاَ تَشْتَكِي
غَمَرَاتِهَا الْأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُمِ
يَدْعُونَ عَنْتَرَ وَالرِّمَاحُ كَأَنَّهَا
أَشْطَانُ بِئْرٍ فِي لَبَانِ الْأَدْهَمِ
اقرأ أيضًا: شعر عن فلسطين
وَما كُلُّ مَن يَغدو الى الحَربِ فارِسٌ
يقول ابن الدهان في قصيدة “أفي كل يوم فرقة ونزوح” في وصف الحرب الأبيات التالية:
مَعانيك في لَفظِ المَدائحِ روح
وكل مَديحٍ لَم يَكُن فيكَ باطِلٌ
وَكُلُّ ثَناءٍ لَم يَكُن لَك ريحُ
فأهديتُ غُرّاً زانَها حُسنُ نَظمِها
وَقَولاً اذا اختَلَّ المَقالُ صَحيحُ
فَخذ باقياً مِنّي بِفانٍ فَما غَلا
بدنيا عَلى الحُرِّ الكَريمِ مَديح
سَيَبقى الَّذي حبَّرتُه مِنِ مَدائِحي
وَيَفنى الَّذي أَعطَيتَه وَيَروح
وَما كُلُّ مَن يَغدو الى الحَربِ فارِسٌ
وَلا كُلُّ مَن قالَ المَديحَ فَصيح
إذا الحَربُ حَلَّت ساحَةَ القَومِ
وقد قال الشاعر أوس ببن حجر في قصيدة “إذا الحرب حلت ساحة القوم أخرجت”:
وَكائِن يُرى مِن عاجِزٍ مُتَضَعَّفٍ
جَنى الحَربَ يَوماً ثُمَّ لَم يُغنِ ما يَجني
أَلَم يَعلَمِ المُهدي الوَعيدَ بِأَنَّني
سَريعٌ إِلى ما لا يُسَرُّ لَهُ قِرني
وَأَنَّ مَكاني لِلمُريدينَ بارِزٌ
وَإِن بَرَّزوني ذو كَؤودٍ وَذو حُضنِ
إِذا الحَربُ حَلَّت ساحَةَ القَومِ أَخرَجَت
عُيوبَ رِجالٍ يُعجِبونَكَ في الأَمنِ
وَلِلحَربِ أَقوامٌ يُحامونَ دونَها
وَكَم قَد تَرى مِن ذي رُواءٍ وَلا يُغني
اقرأ أيضًا: شعر عن السعوديه
وفي الختام، فقد تضمن المقال السابق باقة من أجمل الأبيات الشعرية لدى العرب القدماء عن الحرب وأحداثها، إذ كانت الحروب والفتوحات جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، لذا سعوا إلى توثيقها وإبلاغ الأجيال القادمة بأحداثها ليعلموا كم كان أجدادهم العرب من الفاتحين الأقوياء.