الشعر هو أرقى وسيلة للتعبير عن المشاعر العميقة، خاصة عندما يمتزج بفيض من الحب والإعجاب، وقصيدة المدح هي أحد أبرز تجليات الشعر العربي، حيث يعبر الشاعر فيها عن تقديره وإعجابه بجمال المرأة، سواء كان جمالاً حسيًا يتجلى في الملامح أو جمالاً معنويًا يعكس رقي الأخلاق وصفاء الروح، في هذا المقال، نستعرض قصيدة مدح بنت جميلة لأكثر من شاعر.
قصيدة مدح بنت
جميلة أنتِ
جميلةٌ أنتِ كالحلمِ
كالشِّعرِ
كالوترِ الرّاقصِ في يَدي العازفِ المجنونِ
جميلةٌ أنتِ
كالرَّبيعِ إذا أقبلَ بالعطرِ
وكالزّهورِ إذا انحنتْ خجلاً
لثغركِ المفتونِ
جميلةٌ أنتِ
تَسيرينَ بينَ الدُّنيا وقلبي
فأحسدُ الأرضَ التي تحتَ خُطاكِ
وأغارُ من النّجومِ
حينَ تَبتسِمينَ
اقرأ أيضًا: شعر في مدح النساء
شعر مدح النساء الجميلات
كان لجمال المرأة حضور قوي في دواوين الشعراء، حيث شكل مصدر إلهام لا يُضاهى، ومن أشهر الأبيات التي تصف النساء الجميلات قول الشاعر العباسي البحتري:
إذا ما أرادتْ شمسَها أشرقتْ لها
وأبدَتْ غروبًا حينَ تبغي الغيوبا
في هذا الوصف، نجد الشاعر يصور جمال المرأة بكونه شمسًا تسطع عندما ترغب وتغيب عندما تشاء، مما يعكس حضورها الساحر الذي يُسيطر على القلوب، على نفس المنوال، كتب نزار قباني قصائد ملهمة تمجد جمال النساء، منها قوله:
وجهُكِ ما زال أمامي
مثلَ صيفٍ سكنَ الشرفاتِ
مثلَ وردٍ لم تطلّهُ يدُ الجفاف
اقرأ أيضًا: شعر ثناء ومدح لشخص قصير
مدح النساء في الشعر الجاهلي
لعل المدح في الشعر الجاهلي كان أكثر مباشرة وارتباطًا بتقاليد البيئة البدوية، فقد امتزجت صفات الجمال بالقوة والهيبة، فكانت المرأة الجميلة تُوصف بجمالها الجسدي وشجاعتها أو حكمتها، ومن أبرز أمثلة ذلك قول الشاعر امرؤ القيس:
وجيدٍ كجيدِ الريمِ ليسَ بفاحشٍ
إذا هيَ نصّتهُ ولا بمعطّلِ
في هذه الأبيات، يمتدح امرؤ القيس عنق المرأة، ويصفه بالرشاقة والجمال الذي لا يبالغ ولا يفتقد إلى الكمال، مجسدًا بذلك المثل الأعلى للجمال عند العرب في تلك الحقبة.
الشعر الجاهلي لم يكن فقط تغزلًا بالجمال الظاهري، بل تجاوز إلى مدح أخلاق المرأة وأثرها في الحياة الاجتماعية، حيث يقول الشاعر زهير بن أبي سلمى:
وهنّ اللواتي إن نبَتْ بكَ أرضُهنّ
تجدْ خيرَ دارٍ عندهنّ وأفضلَ
هذه الأبيات تؤكد احترام المرأة لمكانتها في المجتمع، حيث كانت تمثل البيت والأمان والاستقرار.
اقرأ أيضًا: شعر غزل صريح في جسد المرأة
شعر غزل وصف الجمال
وصف الجمال في الغزل يمثل حجر الزاوية في الشعر العربي، حيث أبدع الشعراء في تصوير أدق تفاصيل الجمال، وفي العصر العباسي، نجد ابن المعتز يقول:
عيونٌ مها بينَ الرُّصافةِ والجسرِ
جلبْنَ الهوى من حيثُ أدري ولا أدري
هذا البيت يجسد الجمال في صورة العيون التي كانت دائمًا رمزًا للجاذبية، ونجد في العصر الحديث غادة السمان تقول في وصف الجمال:
كلُّ شيءٍ فيكِ يوحي بالربيعِ
دفءُ العيونِ، وعبيرُ الأزهارِ في حنينِ صوتِكِ
تؤكد غادة السمان حضور الجمال الأنثوي العاطفي والوجداني، مشيرة إلى أن الجمال ليس مجرد مظهر، بل يمتد إلى الروح والإحساس.
قصيدة مدح بنت تظل شاهدًا على ارتباط الشعر العربي بجمال المرأة، باعتبارها مصدر إلهام خالد، سواء في الشعر الجاهلي أو الحديث، حيث يعكس المدح تقديرًا عميقًا للمرأة وجمالها، ليس فقط من ناحية الشكل، ولكن من حيث الروح والفضائل أيضًا.