تعد صومعة حسان من أبرز المعالم التاريخية في مدينة الرباط، وهي ليست فقط تحفة معمارية، بل تعد من الآثار التاريخية الهامة التي ترتبط بعصر الدولة الموحدية، وحتى الآن ما زالت أثارت هذه الصومعة تحوز على إعجاب الزوار والمهتمين بالتاريخ بسبب تصميمها الفريد والمميز، وفي هذا المقال سوف نقوم بعرض معلومات شاملة حول صومعة حسان من حيث تعريفها وتاريخها وأسباب بنائها وتسميتها.
صومعة حسان
صومعة حسان هي مئذنة تاريخية بنيت في مدينة الرباط المغربية خلال القرن الثاني عشر الميلادي، خاصة في عهد الدولة الموحدية، وكانت جزء من مشروع لبناء مسجد ضخم لم يكتمل، وقد أنشئت لتكون من أطول المآذن في العالم الإسلامي حيث يصل ارتفاعها الحالي إلى حوالي 44 متر، رغم أنه كان من المفترض أن يبلغ 86 متر، وتتميز بتصميمها الإسلامي وزخارفها الفريدة المصنوعة من الحجر الرملي وهو ما يجعلها واحدة من أبرز المعالم السياحية والتاريخية في المغرب، ورمز من رموز مدينة الرباط.
سبب بناء صومعة حسان
تم بناء صومعة حسان بأمر من السلطان يعقوب المنصور، أحد أعظم حكام الدولة الموحدية، وكان الهدف من بنائها أن تكون جزء من مسجد كبير يشبه في فخامته المسجد الأموي بدمشق وجامع قرطبة، فكان المشروع يعكس طموح الدولة في أن تجعل من الرباط مركز ديني وحضاري ضخم يعكس قوتها ومكانتها.
وصف صومعة حسان من الداخل والخارج
تتميز صومعة حسان من الخارج بارتفاعها الذي يبلغ حوالي 44 مترًا، على الرغم من أنها لم تكتمل، فهي مبنية من الحجر الرملي الأحمر وتزينها زخارف هندسية رائعة تعكس فن العمارة الإسلامية في العصر الموحدي، أما من الداخل، فهي تحتوي على سلالم منحدرة تستخدم للصعود، وكانت مخصصة لمؤذن يمتطي حصان للصعود إلى الأعلى، وهو تصميم نادر ومثير في العمارة الإسلامية.
من بنى صومعة حسان
بنيت الصومعة بأمر من الخليفة يعقوب المنصور، ثالث خلفاء الدولة الموحدية، الذي بدأ في تشييدها سنة 1195م، ضمن مشروع ضخم لبناء مسجد حسان، والذي كانت سوف تتوسطه هذه الصومعة لتكون من أطول المنارات في العالم الإسلامي آنذاك.
من دفن في صومعة حسان؟
بالقرب من صومعة حسان، يوجد ضريح محمد الخامس الذي دفن فيه الملك محمد الخامس ونجلاه الملك الحسن الثاني والأمير عبد الله، لكن لا أحد دفن داخل الصومعة نفسها، بل في محيطها المعماري الذي أصبح يشكل معلم تاريخ مميز.
سبب تسمية صومعة حسان بهذا الاسم
تنسب تسمية صومعة حسان إلى مهندس يقال إن اسمه كان حسان، وهو الذي أشرف على بنائها، وهناك من يرى أن الاسم قد يكون نسبة إلى شخصية مرموقة في تلك الفترة كانت لها علاقة بالمشروع، كما أن الاسم أصبح رمز يطلق على الصومعة للتعبير عن جمالية تصميمها.
لماذا لم يكتمل بناء صومعة حسان؟
توقف العمل على بناء صومعة حسان بعد وفاة الخليفة يعقوب المنصور سنة 1199م، ولم يتمكن خلفاؤه من استكمال المشروع الضخم وذلك بسبب وجود اضطرابات السياسية والاقتصادية التي شهدتها الدولة بعد وفاته، ولذلك بقيت الصومعة على حالتها الحالية دون أن يكتمل المسجد الذي كان من المفترض أن تحيط به.
أهم المراحل التاريخية التي مرت بها صومعة حسان
- بداية البناء في عام 1195م بأمر من السلطان الموحدي يعقوب المنصور، الذي أراد أن يبني أكبر مسجد في العالم الإسلامي.
- وفاة يعقوب المنصور في عام 1199م، وهو ما أدى إلى توقف أعمال البناء قبل اكتمال المسجد والصومعة.
- تعرض الصومعة لزلزال مدمر عام 1755م، وهو نفس الزلزال الذي دمر أجزاء كبيرة من مدينة لشبونة وهو أدى إلى انهيار أجزاء من المسجد وبقاء الصومعة على حالها.
- الاهتمام في الفترة الأخيرة بالصومعة كموقع أثري، حيث أصبحت من أبرز الرموز التاريخية والمعمارية في المغرب، وتم تصنيفها كموقع تراثي يجذب السياح والباحثين.
تظل صومعة حسان معلم تاريخي مميز يشهد على عبقرية الهندسة الإسلامية في العصر الوسيط، وعلى طموحات الموحدين في إقامة معالم دينية وحضارية عظيمة، وعلى الرغم من أن المشروع لم يكتمل، فإن الصومعة ما زالت تروي قصة تاريخية فريدة تشير إلى روعة الفن المعماري المغربي.