دعاء النبي في الطائف مكتوب ومستجاب .. اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي كامل

كثير من المسلمين يبحثون عن دعاء النبي في الطائف للدعاء به عند تعرضهم للضيق أو الظلم، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من مكة المكرمة بعد أن اشتد الإيذاء الواقع عليه حينها من أهلها، متجهًا للطائف، لعل خالقه سبحانه يهديهم بذلك الدعاء، ولكن كذبوه أهل الطائف ورموا الحجارة عليه إلى أن دامت وتألمت قدماه الشريفتان، وبالرغم من ذلك لم يقبل أن يدعوا عليهم؛ أملاً بأن يُخرج الله من يؤمن به من أصلابهم، لذا وفي موقع الموكب سنذكر دعاء النبي في الطائف وقصته تفصيلًا.

قصة دعاء الرسول في الطائف

دعاء النبي في الطائف

بعد أن اشتدّ إيذاء أهل الطائف لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسأم هداهم رفع يديه إلى السماء ودعا دعاء النبي في الطائف، حيث قال:

(اللهمَّ إليك أشكو ضَعْفَ قوَّتي، وقلةَ حيلتي، وهواني على الناسِ، يا أرحَمَ الراحمِينَ، أنت رَبُّ المستضعَفِينَ، وأنت ربِّي، إلى مَن تَكِلُني؟ إلى بعيدٍ يَتجهَّمُني، أو إلى عدوٍّ ملَّكْتَهُ أمري؟!

إن لم يكُنْ بك غضَبٌ عليَّ فلا أُبالي، غيرَ أن عافيتَك هي أوسَعُ لي، أعُوذُ بنورِ وجهِك الذي أشرَقتْ له الظُّلماتُ، وصلَح عليه أمرُ الدُّنيا والآخرةِ، أن يَحِلَّ عليَّ غضَبُك، أو أن يَنزِلَ بي سخَطُك، لك العُتْبى حتى ترضى، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا بك).

اقرأ أيضًا: دعاء عن رسول الله 

قصة دعاء الرسول في الطائف

ضاقت مكة بما رحبت على نبي الله صلى الله عليه وسلم من بعد إيذاء قومها له، لذا شَرَع بالذهاب للطائف علَّهُ يقابل بها من ينصُرُه من أهل قبيلة ثقيف، وهو ما كان بشهر شوّال في السنة العاشرةِ للبعثة، وقد اصطحب مولاه معه وهو الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه، وحينما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم للطائف أخذ في دعوتهم للإسلام ولدعوة الحقّ، ولكنه لم ينَل منهم غير الإنكار والتكذيب.

بل إن أهل الطائف لم يكفِهم استهزاءهم وتكذيبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن قلّبوا قومهم عليه فجعلوا يقذفونه بالحجارة إلى أن أصابوا قدماه، حتى تلطّخ بالدماء حذاءه، وظل زيد مولاه يدفع أذاهم عنه إلى أن شُجَّ رأسه، فاتجها لسور بستانٍ لعُتبة وشيبة ابنا ربيعة لكي يحتمون فيه، فكره نبي الله صلى الله عليه وسلم المكوث به لعداوتهم له؛ فقد كانوا ينظرون له وكأنهم يتلذذون بما حدث معه من إيذاء أهل الطائف، وهنا كان دعاء النبي في الطائف.

سبب خروج النبي إلى الطائف

دعاء النبي في الطائف كان بعد أن توفّي عمّه صلى الله عليه وسلم هو وخديجة زوجته، حيث ازداد عليه عداء كفّار قريشٍ والذين ضاعفوا أصناف الأذى إلى أن وصل الأمر بهم لإلقاء القاذورات عليه، لذا فكّر الرسول صلى الله عليه وسلم بالذهاب للطائف لعلّه يجدُ بها من ينصُرُه من أهل قبيلة ثقيف، وكان ذلك سبب توجّهه صلى الله عليه وسلم وذهابه إلى الطائف.

اقرأ أيضًا: دعاء دخول الروضة الشريفة

صحة دعاء الطائف

عودة النبي من الطائف لمكة

عاد نبي الله صلى الله عليه وسلم من الطائف من بعد تكذيبهم وإيذائهم له، فسألته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قائلة:

“هلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ قالَ: (لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ ما لَقِيتُ، وكانَ أشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى ابْنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أرَدْتُ، فانْطَلَقْتُ وأنا مَهْمُومٌ علَى وجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إلَّا وأنا بقَرْنِ الثَّعالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظَلَّتْنِي،

فَنَظَرْتُ فإذا فيها جِبْرِيلُ، فَنادانِي فقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وما رَدُّوا عَلَيْكَ، وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا)”.

حيث لم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء على قومه، آملًا أن يخرج الله من بينهم من يوحّد ويؤمن بالله جل وعلا وينصر دعوت نبيه، ذلك كان هو موقف النبي من ردة فعل وإيذاء أهل الطائف، وهو ما يدلّ على مدى سعة صدر رسول الله ورحمتهِ ولين قلبِه بقومه.

اقرأ أيضًا: دعاء رؤية الكعبة

صحة دعاء الطائف

دعاء النبي في الطائف أورده الإمام الطّبراني والذي دعى به النبي بعد إيذاء بني ثقيف له، ولكن ذلك الحديث قد ضعّفه الإمام الألباني بكتابيه: ضعيف الجامع، والسّلسلة الضّعيفة.

كما أخرج ذلك الحديث إبن إسحاق بسيرته، وسند ذلك الحديث صحيح عنده، لكنَّه مرسل، والمقصود بالمرسل من الأحاديث ما لا يحتج منها به من دون وجود أي قرينٍ يدعمه ويقويه، ويكون هذا الدُّعاء بذلك من الأحاديث التي لم تتأكد أو تثبت على نحوٍ أكيد وصحيح.

وبذلك نكون قد عرضنا لكن دعاء النبي في الطائف كاملًا حيث كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ق. دعا بدعاءٍ طويلٍ حين عودته من الطَّائف من بعد طردهم له وتسفيههم إياه، ولكنَّ صحَّة ذلك الدّعاء لم تثبت بالطّرق الوارد بها، ولكن يظل به معانٍ جميلة وجليلة، ويستعين المسلم به حين الشعور بقلّة الحيلة والضّعف، ويتوجه إلى الله تعالى وحده به.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *