عندما يتسلّل الشك إلى العلاقة، لا يكون ما تشعر به مجرّد أمر عاطفي — هناك ثمن كبير على صحتك الجسديّة والنفسيّة، الخيانة أو خيبة الثقة تترك جراحًا عميقة، لكن القلق المستمر حول خيانة محتملة أو تكرارها يخلق دورة مضاعفة من التوتر، التفكير الزائد، والإرهاق.
تشير دراسات علميّة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من قلق التعلق ينتجون مستويات أعلى من الكورتيزول (هرمون التوتر) في المواقف العاطفية، ما يرهق الجسم ويضعف جهاز المناعة.
هذا يعني أن الخوف من الخيانة ليس شعورًا داخل الرأس فحسب — بل له تداعيات جسديّة حقيقية، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل القلب.
وفي بعض الأحيان، قد يصل الأمر إلى أن يشعر الشخص الخائف بأنه يحتاج إلى التحقّق من هاتف شريكه لمعرفة الحقيقة، يمكن أن يكون هذا الاتفاق جزءًا من عملية الشفاء، طالما نُفّذ برضى الطرفين واحترام، على سبيل المثال، قد تقرران معًا استخدام أدوات مثل رؤية حساب انستقرام الخاص كوسيلة لضمان الشفافية وتقوية الثقة تدريجيًا.
كيف يؤثر القلق على صحتك
الضغط النفسي والجسدي
القلب يخفق بسرعة، وأنت تشعر بعدم راحة مستمرة، هذا ليس خيال — الأبحاث تقول إن القلق المزمن يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل ضغط الدم المرتفع واضطرابات المناعة.
نمط التّعلق والضّرر
إذا كنت تعاني من قلق التعلق (attachment anxiety)، فالشعور بعدم الأمان يمكن أن يوقظ الغيرة أو الشك،دراسات وجدَت أن قلة الثقة مع هذا النوع من التعلق ترفع من مستويات الغيرة وتصرفات المراقبة النفسية.
في بعض الحالات، قد تتحول هذه المراقبة إلى سلوك ضار — مثل استكشاف ممتلكات الشريك أو التحقّق من هاتفه، ما يؤدّي إلى توتر مستمر أو نزاع عاطفي.
فقدان الراحة والاتصال
عندما يكون الشك حاضرًا دائمًا، يصعب الاسترخاء، قد تنسحب عاطفيًا أو تطلب تأكيدًا مستمرًا من الشريك، هذا النمط يضعف الاتصال، ويخلق جوًا من التوتر الذي يصعب تجاوزه.
التأثير على المناعة
التوتر المزمن والقلق المستمر يرفع من مستويات الكورتيزول، ارتفاع الكورتيزول لفترات طويلة يضعف جهاز المناعة، ما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض.
كيف تبدأ الشفاء: 5 خطوات عملية
إليك خطوات بسيطة تساعدك في التعامل مع القلق الناتج عن الشك والخيانة، وإعادة بناء صحتك وثقتك:
1. اعترف بالخوف
أول خطوة هي الاعتراف بما تشعر به: الخوف، الشك، الأذى، اكتب مشاعرك أو تحدّث إلى صديق موثوق أو مستشار نفسي، إدراك هذه العواطف هو بداية الشفاء.
2. تواصل بوضوح وصدق
شارك شريكك بما يقلقك، بدون اتهامات، استخدم جمل مثل “أشعر” بدلًا من “أنت دائمًا…”، واطلب التفاهم والدعم، لا الخصومة.
3. اتفقوا على الشفافية
إذا كنت تشعر بأنه من الضروري التحقّق من السلوك، يمكن للشريكين أن يتّفقا على بعض الحدود، مثلًا، قد تسمح أنت بالاطّلاع على هاتفه أو رسائله في إطار ترميم الثقة، هذا النوع من الاتفاق يجب أن يكون مبنيًا على الاحترام المتبادل والرغبة في الشفاء، وليس على التجسس.
4. اطلب دعمًا مهنيًا
إذا كان القلق يؤثر كثيرًا على حياتك، فالعلاج النفسي يمكن أن يساعد، معالج يمكن أن يرشدك إلى طرق لصقل التواصل، وإدارة الغيرة، والتغلّب على الخوف من الخيانة.
5. اهتم بنفسك جسديًا
مارس تمارين التنفّس، احرص على نوم جيد، وتناول طعامًا صحيًا، العناية بنفسك تقلل التوتر وتدعم جهاز المناعة، فكر أيضًا في ممارسة الرياضة بانتظام لأنها تساعد على إفراز هرمونات مهدئة.
لماذا من المهم معالجة القلق بدلاً من تجاهله
إن تجاهل القلق أو “صده” قد يبدو خيارًا مؤقتًا، لكن الأبحاث تشير إلى أن العلاقات المضطربة تؤثر على الصحة على المدى الطويل.
إذا لم تتعامل مع الشك والخيانة بجد، قد يؤدي ذلك إلى دوامة من القلق المستمر، الغيرة، وحتى السلوك الضار مثل الإساءة النفسية أو العنف العاطفي.
بالمقابل، عندما تعترف بالمشكلة، وتعمل مع شريكك على الشفافية والدعم، يمكنكما بناء علاقة أقوى وأكثر أمانًا. الهدف ليس فقط إصلاح العلاقة، بل حماية صحتك ورفاهك.
إذا كنت تشعر أن القلق يسيطر عليك بعد خيانة أو شك دائم، تذكّر: الشفاء ليس ضعفًا. هو شجاعة كبيرة. ابدأ هذه الرحلة اليوم — لأن صحتك النفسية والجسدية تستحق ذلك.

