اشعار الشافعي في الاخلاق.. شعر الإمام الشافعي عن الصبر والأخلاق

اشعار الشافعي في الاخلاق وأقواله المأثورة هو أجمل ما يمكن تبادله عبر مشاركاتنا القيّمة مع الآخرين، فهو من الفقهاء والعلماء البارزين الذي أصبحت أخلاقه قدوة للغير، وقد وردت عنه الكثير من الحكم والأقوال والأشعار التي تحثّنا على حسن الخُلُق؛ منها التواضع والحياء واللين والزهد والصدق والقناعة وغير ذلك، ومن خلال السطور التالية نقرأ سويًا أجمل أشعار الشافعي في الأخلاق.

شعر الشافعي عن الدنيا

اشعار الشافعي في الاخلاق

توضح لنا اشعار الشافعي في الاخلاق التالية الأخلاق التي أوصى بها الإمام الشافعي الناس:

قصيدة الناس بالناس مادام الحياء بهم

الناس بالناس مادام الحياء بهم
والسعد لاشك تارات وهبات
وأفضل الناس مابين الورى رجل
تقضى علي يده للناس حاجات
لاتمنعن يد المعروف عن أحد
مادمت مقتدرا فالسعد تارات
وأشكر فضائل صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات

يشرح الشافعي بأن المكارم الحميدة وأعمال الخير تبقى وتعيش أكثر من عُمر فاعلها، والناس يقضون حوائج الناس ويساندون بعضهم ويتعاونون في كثير من الأمور، ما دام الحياء بينهم، وينهى عن منه تقديم المساعدة والمعروف عن أحد ما دامت القدرة موجودة، فالأيام دول وتتبدل والسعد يأتيك مرة ولغيرك مرة.

اقرأ أيضًا: شعر عن الرجولة

قصيدة إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى

إذا شئتَ أن تحيا سليمًا من الأذى
وحظُّك مَوفورٌ وعِرضُك صَيِّنُ
لسانَك لا تذكُرْ به عورةَ امرئٍ
فكلُّك عَوراتٌ، وللناسِ ألْسُنُ
وعينَك إن أبدَتْ إليك مَعايِبًا
فصُنْها، وقل يا عينُ: للناسِ أعينُ
وعاشِرْ بمعروفٍ وسامِحْ مَنِ اعتدى
وفارِقْ، ولكنْ بالتى هي أحسنُ

يقول الشاعر بأنه إذا أردت أن تسلم من الأذى طوال حياتك، وتحمي عرضك ودينك وتسعد، عليك أن تتجنب ذكر عورات الآخرين وإفشاء أسرارهم، وتحث القصيدة على عدم النميمة أو الغيبة.

قصيدة رأيت القناعة رأس الغنى

رَأيْتُ القنَاعَة َ رَأْسَ الغنَى
فصِرتُ بأَذْيَالِهَا مُمْتَسِكْ
فلا ذا يراني على بابهِ
وَلا ذا يَرَاني بهِ مُنْهمِكْ
فصرتُ غَنِيّاً بِلا دِرْهَم
أمرُّ على النَّاسِ شبهَ الملك

تحثنا اشعار الشافعي في الاخلاق على القناعة فهي الغنى الحقيقي في الحياة، وعلينا أن نتمسك بها، والقناعة هي الرضا بما قسم الله لنا، ومن ثمراتها راحة النفس والسعادة والرضا.

شعر الشافعي عن الاحترام

يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ
فأكرهُ أن أكونَ له مجيباً
يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حلماً
كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيباً

إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ
فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ
فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ
وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَموتُ
سكتُّ عن السفيهِ فظنَّ أني
عييتُ عن الجواب و ما عييتُ

الاحترام يعني أن نقدّر من حولنا ونظهر لهم الأدب، وهو خلق حميد يحافظ على المشاعر والخصوصيات والقوانين والآراء الخاصة بالآخرين، وقد ورد في اشعار الشافعي في الاخلاق بالحث على عدم إجابة السفيه والانحدار إلى مستواه فهو احترام للنفس أولًا.

اقرأ أيضًا: افضل قصيده جميلة

شعر الشافعي عن الاحترام

شعر الإمام الشافعي عن الصبر والأخلاق

دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ

اقرأ أيضًا: أجمل أبيات شعر عن طيبة القلب

أقوال الشافعي في عزة النفس

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ
وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا
فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ
وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا
وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ
وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا
وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ
وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا
سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها
صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا

ختامًا انتهينا من عرض أجمل اشعار الشافعي في الاخلاق التي حثتنا على تطبيق السلوكيات والصفات الحميدة في حياتنا، فهو ما يكسبنا رضا الله -عز وجل- ومحبته، كما ينشر الحب والتعاون والاحترام في مجتمعنا، فقد جاء في حديث رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: “إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *