دعاء السمات مكتوب هو دعاء عُرف باسم دعاء الشبور، وهو من دعاء الشيعة الذين ذكروا أنه مأثور عن أئمتهم المعصومين، وقيل إن جزاء هذا الدعاء لديهم هو الأجر والمثوبة، ويقال في يوم الجمعة بآخر ساعة، إلّا أن كثير من أدعية يوم الجمعة يمكننا أن ندعو بها بمختلف الصيغ العامّة دون اعتقاد مخصص في دعاء محدد، ونعرض لك دعاء السمات مكتوب للاطلاع عليه في الموضوع التالي.
دعاء السمات مكتوب بخط كبير
ورد عن الشيعة أن اقتران الدعاء بالتوسّل بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وأهل البيت -عليهم السلام- هو أمر يقرّب استجابة الدعاء، لذا كانت بداية دعاء السمات مكتوب ما يلي:
“اللّهُمَّ اِنّى اَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْاَعْظَمِ الْاَعَزِّ الْاَجَلِّ الْاَكْرَمِ الَّذى اِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ اَبْوابِ السَّمآءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَضآئِقِ اَبْوابِ الْاَرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلَى العُسْرِ لِلْيُسْرِ تَيَسَّرَتْ، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلَى الْاَمْواتِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلى كَشْفِ الْبَأسآءِ وَالضَّرّاءِ انْكَشَفَتْ”.
“وَبِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ اَكْرَمِ الْوُجُوهِ وَاَعَزِّ الْوُجُوهِ الَّذى عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ وَخَشَعَتْ لَهُ الْاَصْواتُ وَوَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخافَتِكَ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتى بِها تُمْسِكُ السَّمآءَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الْاَرْضِ إلاّ بِاِذْنِكَ، وَتُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْاَرْضَ اَنْ تَزُولا، وَبِمَشِيَّتِكَ الَّتى دانَ (كانَ) لَهَا الْعالَمُونَ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتى خَلَقْتَ بِهَا السَّماواتِ وَالْاَرْضَ”.
“وَبِحِكْمَتِكَ الَّتى صَنَعْتَ بِهَا الْعَجآئِبَ وَخَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَيْلاً وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً (مَسْكَناً) وَخَلَقْتَ بِهَا النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِيآءً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْقَمَرَ وَجَعَلْتَ الْقَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْكَواكِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوماً وَبُرُوجاً وَمَصابيحَ وَزينَةً وَرُجُوماً”.
اقرأ أيضًا: دعاء يامن تحل به عقد المكاره
مفاتيح الجنان دعاء السمات مكتوب
نستكمل عرض دعاء السمات مكتوب الوارد في مفاتيح الجنان لتطلع عليه وتعلم ما تضمنه من معاني وألفاظ، لكن تيقّن أن الدعاء بصيغة عامة لله -جل وعلا- أفضل، أو الدعاء بما ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة، وجزء من دعاء السمات نطلعك عليه كالآتي:
“وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِىَ، وَجَعَلْتَ لَها فَلَكاً وَمَسابِـحَ وَقَدَّرْتَها فِى السَّمآءِ مَنازِلَ فَاَحْسَنْتَ تَقْديرَها، وَصَوَّرْتَها فَاَحْسَنْتَ تَصْويرَها وَاَحْصَيْتَها بِاَسْمآئِكَ اِحْصآءً وَدَبَّرْتَها بِحِكْمَتِكَ تَدْبيراً فأحْسَنْتَ تَدْبيرَها وَسَخَّرْتَها بِسُلْطانِ اللَّيْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ وَالسّاعاتِ وَعَدَدَ السِّنينَ وَالْحِسابِ، وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَميعِ النّاسِ مَرْئً واحِداً وَاَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذى كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِى الْمُقَدَّسينَ فَوْقَ اِحْساسِ الْكَرُّوبينَ (الْكَرُّوبِيّينَ) فَوْقَ غَمآئِمِ النُّورِ فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ فى عَمُودِ النّارِ وَفى (وَاِلى) طُورِ سَيْنآءَ وَفى جَبَلِ حُوريثَ فِى الْوادِ الْمُقَدَّسِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْاَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ وَفى اَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آيات بَيِّنات”.
دعاء السمات لقضاء الحوائج
تضمن جزء من دعاء السمات مكتوب الصلاة على النبي وإبراهيم الخليل ثم البدء بذكر الحاجة بعد صيغة الدعاء المحددة قبلها، وبعد أن تذكر حاجتك التي تريد قضائها عليك قول الآتي:
“اَللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعآءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الْاَسْمآءِ الَّتى لا يَعْلَمُ تَفْسيرَها وَلا يَعْلَمُ باطِنَها غَيْرُكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَافْعَلْ بى ما اَنْتَ اَهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بى ما اَنَا اَهْلُهُ وَاغْفِرْ لى مِنْ ذُنُوبى ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ، وَوَسِّعْ عَلَىَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ وَاكْفِنى مَؤُنَةَ اِنْسانِ سَوْء، وَجارِ سَوْء وَقَرينِ، سَوْء وَسُلْطانِ سَوْء، اِنَّكَ عَلى ما تَشآءُ قَديرٌ وَبِكُلِّ شَيْء عَليمٌ آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ”.
شاهد أيضًا: دعاء لشخص ساعدني
دعاء السمات آخر ساعة من يوم الجمعة
في رواية مصباح الشيخ الطوسي وغيره قال أن دعاء السمات مكتوب في آخر ساعة من نهار يوم الجمعة هو أمر مستحب، كما أنه من الأدعية المعروفة والشهيرة لدى الشيعة قيل بأن علماء السلف كانوا مواظبين عليها، وصيغته متوارثة عن قادة وأئمة الشيعة، وهو يشتمل على مناجاة وترّع إلى الله -عز وجلّ-، بأن يهدي ويرحم كل المسلمين ويعتقهم من النار، ومن أجزائه قول:
“وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَنى اِسْرآئيلَ الْبَحْرَ وَفِى الْمُنْبَجِساتِ الَّتى صَنَعْتَ بِهَا الْعَجآئِبَ فى بَحْرِ سُوف، وَعَقَدْتَ مآءَ الْبَحْرِ فى قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجارَةِ، وَجاوَزْتَ بِبَنى اِسْرائيلَ الْبَحْرَ وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنى عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا وَاَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الْاَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتى بارَكْتَ فيها لِلْعالَمينَ، وَاَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ فِى الْيَمِّ”.
“وبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْاَعْظَمِ الْاَعَزِّ الْاَجَلِّ الْاَكْرَمِ وَبِمَجْدِكَ الَّذى تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَليمِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فى طُورِ سَيْناءَ، وَلاِبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ خَليلِكَ مِنْ قَبْلُ فى مَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَلاِسْحقَ صَفِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فى بِئْرِ شِيع (سَبْع) وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ فى بَيْتِ ايل، وَاَوْفَيْتَ لاِبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِميثاقِكَ…”.
شرح دعاء السمات مكتوب
أطلق على دعاء السمات مكتوب هذا الاسم لاحتوائه على مجموعة من السمات والعلامات والخصائص، وهو يحمل قدسية وأهمية كبرى عند طائفة الشيعة، ويشتمل على طلب الرحمة والعتق من النيران والمناجاة لله تعالى، ويُطلق عليه اسم دعاء الشبور، وهو من الأدعية المستجابة لديهم التي أصدروا لها الكثير من الشروح.
يتضمن اعتقاد الشيعة أن الله -جل وعلا- أوحى إلى نبيه موسى -عليه السلام- بدعاء السمات أو الشبور، وعندها قام القوم بكتابته والنفخ به في أبواق، وكان يوشع بن نون محاربًا للعماليق فانتصر عليهم، كما تشتمل صيغة دعاء السمات مكتوب على تكرار اسم الله بشكل كبير، مع سرد مجموعة من أسماء الرسل والأنبياء والمعالم المقدسة.
اقرأ أيضًا: دعاء التوسل مكتوب
فضل دعاء السمات
اعتقد الشيعة أن دعاء السمات مكتوب له فضل كبير لكونه من الأدعية المستجابة، ويشتمل ما قيل في فضله من جعفر الصادق على الآتي:
- دعاء السمات هو دعاء من عمق مكنون العلم.
- وهو مخزون للمسائل المجابة عند الله تعالى.
- كان من دعاء موسى عليه السلام في اعتقاد الشيعة.
- أنه دعاء مستجاب ويحمل إشارة إلى نجاة موسى وهلاك فرعون.
هكذا أصبحت تعرف جزءًا من صيغة دعاء السمات مكتوب الذي لا يصح لدى أهل السنة والجماعة لاحتوائه على اعتقادات تخالف الشريعة، لذا الجأ إلى الدعاء الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة أو صيغ الأدعية العامّة.
